الجمعة 27 ديسمبر 2024

ليلة تغير فيها القدر (كاملة من الفصل الأول إلى الفصل الأخير) بقلم مجهول ( كاملة حصرياً من الفصل 1998 حتى الفصل 2015 ) بقلم مجهول

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

من لوحة فنية بحواجبه الكثيفة ونظرته العميقة الداكنة مع أنف مرتفع وشفتين مرسومتين بدقة. كانت تفاصيله أقرب إلى الشخصيات المثالية التي تصممها برامج الذكاء الاصطناعي لكنها كانت حقيقية بشكل مذهل.
شعرت إيلا وكأنها عالقة بين الإحراج والانبهار. حاولت أن تبقي تركيزها على أي شيء آخر لكنها لم تستطع منع عينيها من التسلل نحو مظهره. بينما كان معتز يضع المنشفة جانبا ليبدأ بارتداء الملابس قالت له بصوت مضطرب أتريد شيئا آخر
رد عليها بابتسامة خفيفة وهو يرتدي قميصا نظيفا
لا شكرا. لكن نصيحة صغيرة... المرة القادمة لا تبقي وحدك في مكان خطړ.
ألقى نظرة حادة قبل أن يضيف
سلامتك أهم.
تركها معتز مع تلك الكلمات وهي تحاول فك شيفرة حديثه متسائلة ما إذا كان يقصد فقط حمايتها... أم أن هناك مغزى أعمق خلف كلماته.
اتسعت عينا إيلا قليلا وحدقت فيه بثبات. وبينما قابل نظرتها الواضحة المتحمسة قال معتز بنبرة شبه يائسة
من فضلك غادري الغرفة للحظة.
استدارت إيلا فجأة وقالت بلهجة لا تخلو من المزاح
لن أنظر. يمكنك ارتداء ملابسك الآن.
تناول الرجل الملابس من الأريكة ودخل الحمام مرة أخرى. وعندما أغلق الباب سمع صوتها تهمس
إنه ليس كريما على الإطلاق...حصريا في جروب روايات وأسرار بين السطور
بدا وكأنها منزعجة من رفضه الواضح إظهار
المزيد من جسده. بعد لحظات خرج معتز من الحمام. كان يرتدي قميصا ملائما يبرز تفاصيل صدره المشدود وبنطالا أسودا غير رسمي أضفى طولا على ساقيه. كان مظهره متناسقا بشكل دقيق شعره الداكن بدا فوضويا بعض الشيء ليخلق توازنا ساحرا بين القوة والجاذبية غير المتعمدة...حصريا في جروب روايات وأسرار بين السطور
لم تستطع إيلا تجاهل حضوره الطاغي شعرت أن هالة الرجولة التي تحيط به تكاد تكون ملموسة. فكرت في نفسها أنه إذا ترك عمله كعميل خاص فبالتأكيد يمكنه أن يصبح نجما بارزا سواء في عروض الأزياء أو التمثيل.
بابتسامة مشاكسة قالت إيلا وهي تشيد بمظهره..حصريا في جروب روايات وأسرار بين السطور
واو! ملابس أخي تبدو وكأنها صنعت خصيصا لك!
الفصل 2004 لا تدعها تصبح نقطة ضعفك
في تلك اللحظة رن هاتف معتز بصوت خاڤت ألقى نظرة على الشاشة ثم أجاب
مرحبا..حصريا في جروب روايات وأسرار بين السطور
جاء صوت إيمي من الطرف الآخر حادا بعض الشيء
معتز أين أنت
رد معتز بنبرة هادئة ولكن حذرة
ما الأمر
لم تتراجع إيمي وأصرت
أريد أن أعرف أين أنت 
تنهد معتز وأجاب بجديته المعتادة
لا أحتاج إلى الإبلاغ عن مكاني خارج العمل إيمي 
لكنها استمرت في الضغط
أنت معها أليس كذلك
جعل هذا السؤال معتز يتجهم لكن قبل أن يرد تابعت إيمي بصوت أكثر حدة
معتز إذا كنت تحبها حقا فيجب أن تبتعد عنها لا تقترب منها 
توقف معتز لوهلة قبل أن يحذرها بصرامة
إيمي!
لكنها قاطعته وهي تحذره بقسۏة
لا تدعها تصبح نقطة ضعفك 
ثم أنهت المكالمة دون انتظار رد
ظل معتز واقفا يحمل هاتفه بينما كانت إيلا تراقبه من الخلف عندما لاحظت تجهمه المفاجئ تقدمت نحوه وسألته بقلق
هل ستغادر
استدار معتز ببطء لينظر إليها وكانت ملامحه توحي برغبته في الرحيل شعرت إيلا بالخۏف فأمسكت بكم قميصه بحركة عفوية وقالت
من الأفضل ألا تفعل ذلك ..حصريا في جروب روايات وأسرار بين السطور
نظر إليها معتز بعينين مليئتين بالتردد ثم ارتخى حاجباه قليلا وقال بصوت منخفض
حسنا لن أغادر الليلة 
عندها فقط ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتي إيلا وبدت مرتاحة
كانت الساعة قد اقتربت من الثالثة صباحا والمطر الغزير كان يتساقط خارج النافذة يخلق جوا من السحر الذي يجعل النفوس تنفتح والقلوب تتبع غرائزها
ذهبت إيلا إلى الطاولة وسكبت كأسين من شراب الفاكهة ثم اقتربت بخطوات هادئة من معتز الذي كان يقف بجوار النافذة الممتدة من الأرض إلى السقف بدا مهيبا وهو ينظر إلى المطر وصورته الظلية تحمل مزيجا من القوة والغموض
وقفت إيلا بجواره بسبب قصر قامتها بالكاد وصلت إلى مستوى فكه أسندت رأسها بخفة على كتفه متظاهرة بعدم الثبات شعر معتز بذلك وسحبها بين ذراعيه بحركة طبيعية وكأن الأمر لم يكن بحاجة إلى تفكير
تبادلت نظراتهما للحظة وبدت إيلا كطفلة شقية أمام معتز تستغل كل حيلها للتقرب منه لم تعتد على هذا الجانب من نفسها كانت دائما تعيش حياتها بمظهر المرأة المستقلة التي لا تحتاج إلى أحد
منذ لقائها بمعتز تغير كل شيء تحول استقلالها إلى حاجة ملحة لوجوده وكأنها أصبحت شخصا جديدا تماما
في مكان آخر كان حامد يتحرك بخطوات متوترة داخل الفندق لم يكن يتوقع أن تنقض عليه القوات الخاصة بهذه السرعة والدقة ليس فقط لتعطيل عملياته بل للاستيلاء أيضا على رموز التفويض الحساسة الخاصة به الأمور لم تقف عند هذا الحد حتى شحنة بضائعه التي كانت جوهر تجارته أصبحت تحت الھجوم
حامد لم يكن من النوع الذي يتقبل الهزيمة بسهولة كان رجلا يلتهمه الڠضب إذا تعرض للخېانة أو الإهانة وكان تصميمه على الاڼتقام
يشبه ڼارا تلتهم كل شيء في طريقها كانت كرامته على المحك فهو يعلم أن أي ضعف سيجعله موضع سخرية بين أقرانه من عالم الچريمة
صړخ في مرؤوسيه بنبرة حادة تحمل أمرا لا يقبل النقاش
اكتشفوا من هما هذان الشخصان أريدهما ميتين!
لم يكن مرؤوسو حامد مجرد أتباع بسطاء كانوا مجهزين بتكنولوجيا متقدمة وأنظمة معلومات حديثة بدأوا العمل فورا وسرعان ما ظهرت على شاشاتهم صور غامضة وغير واضحة أول صورة كانت لامرأة تقود سيارة رغم عدم وضوح التفاصيل إلا أن ملامحها بدت مميزة ولا تنسى
أما الصورة الثانية فكانت لرجل جالس في المقعد الخلفي لسيارة رياضية متعددة الاستخدامات ومع أن الصورة كانت ضبابية إلا أن هالة من الغموض أحاطت بالشخصية استمر الفريق في تتبع السيارة حتى التقطوا صورة أوضح للرجل عند مخرج موقف سيارات تحت الأرض في الفندق
في الصورة كان وجه الرجل واضحا تعبيراته هادئة ومتأملة وكأن في داخله لغزا عميقا أحد أفراد الفريق أبلغ حامد بحماس
لقد وجدناهما سيدي! إنهما هذان الشخصان كما حصلنا على سجل لإقامتهما في الفندق يبدو أننا كنا تحت رقابتهما منذ فترة 
حامد حدق في الصورة بتمعن وبمجرد أن تعرف عليهما ارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة وقال ببرود
إنهما هما قللت من شأن قدرات هذين العميلين خطأ لن أكرره 
بدا حامد أكثر تصميما من أي وقت مضى تلك الليلة الممطرة التي حملت في طياتها هدوءا زائفا كانت على وشك أن تتحول إلى عاصفة جديدة من المواجهة والاڼتقام
الفصل 2005 موعد عاجل
سنبقى هنا لبضعة أيام لديكم مهلة ثلاثة أيام لقتل هذين الشخصين كانت نبرة حامد صارمة لا تقبل النقاش ونظر بحدة إلى مرؤوسيه الذين ردوا بصوت واحد نعم سيدي سنبذل قصارى جهدنا للعثور عليهما والقضاء عليهما ..حصريا في جروب روايات وأسرار بين السطور
بعد ذلك استدار حامد بوجه متجهم نحو النافذة محدقا في الظلام الذي يغلف المدينة كان يدرك تماما أنه إذا لم يتم التخلص من هذين الشخصين فإن مهامه المستقبلية ستتعقد وربما يفقد السيطرة على وضعه داخل عالم الچريمة علاوة على ذلك كان مصمما على غسل عار الليلة الماضية بدمائهم
بمجرد صدور الأوامر هرع رجاله إلى العمل كانوا قد حددوا موقع إيمي في الفندق الذي تقيم فيه وبدأوا بمحاصرة المكان في صمت
على الجانب الآخر كانت إيمي تقضي ليلة قاسېة رغم إرهاقها الشديد لم تتمكن من النوم عواطفها كانت فوضوية وأفكارها مشوشة في تلك الليلة سيطرت عليها صورة معتز وإيلا
لم تشهد من قبل الجانب اللطيف من شخصية معتز لكنها تخيلت كيف سيكون كان رجلا يمتلك حضورا قويا وشخصية مميزة فإذا أحب امرأة فإنه سيحميها حتى المۏت وسيغمرها بالعاطفة والاهتمام كان هذا الرجل نادرا ووجدته إيمي محط أنظارها ولكن قلبه كان قد اختار بالفعل فتاة أخرى
تنهدت إيمي بحسرة تمنت لو كانت هي
تلك الفتاة التي نالت حب معتز وإخلاصه لكن الحلم انتهى كان معتز قد وجد نصيبه في إيلا يا لها من فتاة محظوظة الآنسة البشير
كانت إيمي على وشك النهوض لسكب كوب من الماء عندما لمحت فجأة ظلا غامضا خارج النافذة كان إحساسها بالخطړ حادا بفضل عملها في العمليات الخاصة تحركت بسرعة تراجعت إلى غرفتها والتقطت حقيبة أعدتها مسبقا لأي طارئ إضافة إلى جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها
تقدمت بحذر نحو الباب ونظرت من خلال الثقب لم تر أحدا لكن غريزتها أخبرتها أن الباب محاصر لم يكن أمامها خيار سوى القتال للخروج وضعت سماعة الأذن واتصلت بمعتز
في الفندق الآخر كان معتز يستريح على الأريكة بينما غفت إيلا بجانبه استند رأسها الصغير على كتفه وبدا وجهها هادئا رغم تعب اليوم
اهتز هاتفه فجأة تحقق من هوية المتصل ورد بهدوء
مرحبا
جاء صوت إيمي على الفور متوترا
معتز لقد وجدني رجال حامد يجب أن نلتقي في المنزل الآمن 
أغلقت إيمي المكالمة بعد أن نقلت رسالتها بوضوح بينما وضع معتز هاتفه ببطء نظر إلى إيلا النائمة بجانبه وهمس بلطف إيلا استيقظي 
فتحت عينيها ببطء وهي بالكاد تدرك ما يجري
ما الأمر سألت بصوت خاڤت
سأعيدك إلى المنزل كانت نبرة معتز جادة ومختصرة
شعرت إيلا فورا أن هناك
أمرا غير طبيعي جلست بسرعة ونظرت إليه بعينين قلقتين
هل يتم مطاردتك..حصريا في جروب روايات وأسرار بين السطور
تجاهل معتز السؤال وسألها بدلا من ذلك
أين حراسك الشخصيون
إنهم في الطابق السفلي 
اتصلي بهم الآن اجعليهم يأخذونك إلى المنزل فورا شد معتز فكه وظهرت ملامح القلق على وجهه كان معتادا على مواجهة المواقف الخطړة بمفرده لكن وجود إيلا إلى جانبه جعله يشعر بعبء إضافي من الخۏف والقلق
رغم محاولته السيطرة على الموقف أدرك أن حماية إيلا أصبحت أولويته المطلقة
حسنا أومأت ايلا برأسها مدركة قلقه سأتصل بهم الآن بعد استدعاء حراسها الشخصيين أمسكت ايلا بيد معتز بإحكام دع شعبي يساعدونك!! أحتاج فقط إلى حارسين شخصيين لأخذي إلى المنزل 
سلامتك هي الأولوية القصوى حدق معتز فيها حسنا وعديني بأنك سترسلين لي رسالة نصية قبل الساعة 7 صباحا لتخبريني أنك بخير طلبت ايلا حسنا وافق معتز على مواساتها
ومع ذلك عضت ايلا شفتيها ببعض التردد ولفت ذراعيها حول خصره وانحنت على صدره بينما قالت بحسرة لماذا يكون موعدنا دائما متسرعا أتمنى حقا أن نتمكن من قضاء المزيد من الوقت معا
لم يدفعها معتز بعيدا بل خفض رأسه فقط ونظر إلى الوجه الذي كان مضغوطا على صدره وعيناه تلينان دون أن يشعر
الفصل 2006 اريد حمايتك
عند سماع جرس الباب تنهدت إيلا بخفة بلمسة سريعة ومهارة عدلت طوق قميص معتز وهمست بحذر كن حذرا لا تنس أن ترسل لي رسالة نصية أريد أن أعرف أنك بخير 
أومأ معتز برأسه بثقة
لكن قبل أن يستوعب كلماتها بالكامل فاجأته إيلا بتقبيله على خده بسرعة انسلت مبتسمة وكأنها قطة رشيقة متخفية بين ظلال الممر
عندما فتحت الباب كانت مجموعة حراسها الشخصيين بانتظارها

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات