ليلة تغير فيها القدر (كاملة من الفصل الأول إلى الفصل الأخير) بقلم مجهول ( كاملة حصرياً من الفصل 1998 حتى الفصل 2015 ) بقلم مجهول
الأفق مما ملأهما باليأس.
تحول وجه معتز إلى الكآبة وهو يراقب الرجلين الفارين. سحب مسدسه بسرعة ودقة إلى جرابه ثم سار بخطى حثيثة نحو المصعد. لم يكن في الشقة في تلك اللحظة سوى عاملات النظافة. أسقطت إحداهن سلة قمامة عن طريق الخطأ وصادف أن مر معتز بجانبها. ساعد عاملة النظافة بلا مبالاة في التقاط سلة القمامة ولم تستطع إلا أن تعبر عن امتنانها قائلة شكرا لك أيها الشاب.
عندها ضغط معتز على دواسة الوقود وطارد السيارة. في تلك اللحظة كانت عيناه مليئة بالعداء فقط.
لم يكن لدى الرجلين أي فكرة إلى أين سيذهبان كل ما كان واضحا لهما هو أن المسافة الأبعد عن الخطړ هي الأفضل. ما سيحدث لاحقا بعد مغادرة البلاد كان مسألة
أخرى لا وقت للتفكير فيها الآن.
خلال مكالمة للإبلاغ عن مقټل حامد قرر الرجلان التوجه نحو الجبال المحيطة واختبآ في محطة مهجورة لمعالجة مياه الصرف الصحي. عندما توقفا أخيرا خرجا من السيارة لالتقاط أنفاسهما الثقيلة.
رد الآخر محاولا تهدئته دعنا نختبئ هنا لبعض الوقت وعندما تهدأ الأمور سنغادر بعد الظهر.
حسنا سأبحث عن مكان لقضاء حاجتي قال الأول قبل أن يبتعد. في
الوقت نفسه أخرج الرجل الآخر علبة سجائر وأشعل واحدة ولكن قبل أن يأخذ النفس الأول سمع صوت سيارة تقترب بسرعة.
الرجل الآخر الذي كان على بعد خطوات سمع صوت الاصطدام فركض مذعورا نحو الغابة. لكنه لم يكن وحده كان أحدهم يلاحقه. أدرك سريعا أنه لا مجال للفرار بعيدا وكان عليه المواجهة لينجو.
الرجل الذي هرب استدار فجأة عندما سمع حركة بين الأشجار فأطلق رصاصات عشوائية. لكن قبل أن يدرك ما حدث شعر ببرودة كمامة مسډس تضغط على مؤخرة رأسه.
لكن معتز كان أسرع. رصاصته أصابت هدفها قبل أن يتمكن الرجل من تنفيذ خطته.
بعد إتمام مهمته توقف معتز للحظة وأخرج هاتفه. كان المنبه يذكره بأمر هام إرسال رسالة لإيلا في السابعة صباحا. كتب بسرعة أنا بخير. لا تقلقي.
كما هو متوقع تلقت إيلا الرسالة في الوقت المحدد. ابتسمت لكنها ردت ممازحة لا أصدقك. التقط صورة سيلفي.
تردد معتز للحظة قبل أن يمتثل لطلبها. التقط صورة سريعة بخلفية من الأوراق الخضراء وأرسلها.
إيلا التي كانت متمددة في سريرها ابتسمت بسعادة لكنها سرعان ما أرسلت تعليقا آخر وجهك يبدو جادا جدا. ألا يمكنك أن تكون أكثر لطفا ابتسم لي!
تنهد معتز بامتعاض لكنه التقط صورة جديدة بابتسامة خفيفة وأرسلها لها. إيلا ضحكت بخفة وكتبت أين أنت لماذا يبدو أنك في مكان بري
أجاب معتز ببساطة أركض.
حسنا واصل الركض. أما أنا فسأنام. لقد بقيت مستيقظة طوال الليل بانتظار رسالتك!
عبس معتز عند قراءة الرسالة وأجاب
باقتضاب اذهبي للنوم الآن! ..حصريا في جروب روايات وأسرار بين السطور
بعد إنهاء مراسلاته اتصل بوكالة الأمن الداخلي لإبلاغهم بموقعه وتنسيق معالجة الوضع. بعدها قاد سيارته التي لم تكن خالية من الأضرار وعاد إلى المنزل الآمن.
الفصل 2010 جزيرة إيليسيان
رن هاتف معتز وهو يقود سيارته فألقى نظرة خاطفة عليه قبل أن يجيب مرحبا
جاء صوت سليم من الطرف الآخر غاضبا كيف تجرؤ على التصرف بمفردك مرة أخرى أيها الأحمق! كم مرة أخبرتك ألا تفعل ذلك
رد معتز بهدوء لقد أكملت المهمة
لكن ذلك لم يخفف من ڠضب سليم هذا ليس عذرا لترك زملائك في الفريق خلفك إنهم يشكلون طبقة أمان إضافية لك ويمكنهم التدخل إذا حدث أي طارئ
كان سليم قلقا حقا بشأن سلامة معتز
أجاب معتز بابتسامة خفيفة لقد تراكمت لدي أيام إجازة أليس كذلك يا عم
هل تريد قضاء إجازة سأل سليم مستغربا
نعم أريد استخدام كل الأيام التي جمعتها خلال السنوات الخمس الماضية
صدم سليم خمسة أعوام! هذا يعني أنك ستغيب لثلاثة أشهر!
ابتسم معتز بمكر فقط امنحني ثلاثة أشهر إضافية سأخذ إجازة لمدة ستة أشهر!
تنهد سليم مستسلما أيها الوغد حسنا! لديك ستة أشهر لكن ما الذي تخطط للقيام به خلال هذه الفترة
رد معتز ببرود وقتي الخاص ليس من شأنك ثم أنهى المكالمة تاركا سليم غاضبا ومستاء
بحلول الوقت الذي عاد فيه معتز إلى المنزل الآمن كانت إيمي قد أخطرت بعودته وكذلك بخطة الإجازة الجديدة كانت ترتيبات المنظمة واضحة معتز لن يعود معها إذ أصبحت إجازته سارية المفعول فورا
شعرت إيمي بۏجع قلبها وتناقض مشاعرها فكل شيء في العالم يمكن السيطرة عليه إلا مشاعر القلب الوقوع في الحب كما تقول أشبه بالسكر إن كان متبادلا فهو دواء وإن لم يكن فهو سم قاټل
قالت بهدوء تخفي خلفه ألمها هل قررت البقاء بجانبها معتز
أجاب معتز بنبرة احترافية شكرا على عملك الجاد إيمي لدي أمور شخصية يجب أن أعتني بها لاحقا
بالنسبة له كانت إيمي زميلة مخلصة ومرؤوسته الموثوقة لكن لم تكن هناك أي مشاعر رومانسية تجاهها
فجأة أغمضت إيمي عينيها ولم تستطع منع دموعها من الانهمار مد معتز لها منديلا وقال بهدوء إيمي أقدر دعمك لي كنت دائما رفيقة ومرؤوسة ممتازة
قاطعت كلامه بصوت مخټنق لا أريد أن أكون مجرد رفيقة أو مرؤوسة أريد مدت يدها محاولة احتضانه
لكن معتز تراجع خطوة للخلف تاركا يدها معلقة في الهواء عضت إيمي شفتها ثم سحبت يدها سريعا استدارت التقطت حقيبتها وغادرت المنزل الآمن على عجل تاركة وراءها شعورا بالخسارة..حصريا في جروب روايات وأسرار بين السطور
في تلك اللحظة أدركت أنه لا يمكن أن تكون هناك علاقة تجمعها بمعتز حتى ولو كانت مجرد احتضان عابر
تنهد معتز وهمس لنفسه أنا سيئ للغاية في التعامل مع المشاعر
أثناء تناولها الإفطار كانت إيلا تتصفح رسائل بريدها الإلكتروني لكنها اختنقت فجأة عندما قرأت رسالة بعينها ماذا! هل بدأتم بالفعل! لماذا لم يخبرني أحد!
رن هاتفها فجأة فردت بسرعة مرحبا
جاءها صوت مألوف من مكتب التراث الثقافي الدولي إيلا أين كنت لماذا لم تردي على رسائلنا
أجابت بارتباك كنت في استراحة ولم أنتبه للبريد الإلكتروني هل انطلقتم بالفعل
قال الصوت بجدية نعم نحن في اجتماع الآن عليك أن تسرعي وتلحقي بنا فلا يمكنك التغيب عن هذه الرحلة إلى جزيرة إليسيان
كانت إيلا تعلم أن غيابها مستحيل هذه الرحلة لم تكن مجرد رحلة استكشافية كانت مهمتها التي بدأت منذ عام في ذلك الوقت عثرت على قطعة أثرية ثقافية تحتوي على رق قديم وبعد تنظيفه وفحصه اكتشفت أنه يوثق جزءا من التاريخ الحقيقي الذي تم تجاهله في السجلات الرسمية
تبين أن المخطوطة
التي نجت من التلف لأكثر من ألف عام تحكي عن مسؤول رفيع المستوى أبحر على متن ثمانية عشر سفينة ضخمة محملة بالكنوز والطاقم متجها نحو دولة أخرى لكنهم اختفوا في موقع غامض يدعى جزيرة إليسيان
منذ ذلك الحين بدأت إيلا مع فريقها جهودا مضنية باستخدام تقنيات حديثة لتحديد موقع الجزيرة وبعد عام من البحث والتحليل تمكنوا أخيرا من تحديد الموقع الدقيق على الخريطة
لكن الأمور لم تكن بهذه البساطة فقد تلقوا تقارير بأن عصابات تهريب التحف الدولية وضعت أعينها أيضا على الجزيرة كانت المهمة الآن سباقا ضد الزمن إيلا وفريقها كحماة للتراث الثقافي كان عليهم الوصول أولا لإنقاذ التحف وحمايتها من أيدي المهربين
علاوة على ذلك كانت إيلا مصرة على إعادة كل التحف التي تنتمي إلى بلادها مؤكدة أن الإرث الثقافي يجب أن يعود إلى موطنه الأصلي محافظا على تاريخه وأصالته
الفصل 2011 ماضي معتز
بالنسبة لإيلا لم يكن الأمر مجرد وظيفة بل كان وسيلتها للمساهمة في حماية التراث الثقافي لبلادها كيف يمكنها التغيب عن هذه المهمة أجابت بسرعة حسنا سأغادر على الفور
رد المتصل سننتظر ولكن تذكري أن الوقت ثمين تلقينا معلومات سرية تؤكد أن مهربي الآثار
أرسلوا رجالهم بالفعل
مفهوم إلى اللقاء! أنهت إيلا المكالمة ثم أسرعت إلى والديها لتطلعهم على الوضع بما أن هذا الموضوع كان مطروحا مسبقا لم يمانع أصلان وأميرة أن تواصل إيلا مهمتها
قال أصلان بحزم لكن هناك شرط واحد عليك السماح لحراس الأمن بالبقاء بجانبك طوال الوقت لحمايتك
أجابت إيلا مطمئنة فهمت يا أبي سأحرص على البقاء بأمان أومأت برأسها بجدية
لم يترك أصلان شيئا للصدفة فقد عين حارستين شخصيتين لمرافقة إيلا في كل خطوة بالإضافة إلى ترتيب ستة حراس شخصيين ذكور ليكونوا على أهبة الاستعداد في المنطقة المحيطة بها كما كان يخطط لمتابعة كل تحركاتها عن كثب مستعدا للتدخل شخصيا إذا استدعت الحاجة
كانت إيلا قلقة من أن المهربين قد ينجحون في العثور على الآثار الثقافية ونهبها قبل وصولهم إلى هناك لذا لم يكن أمامها خيار سوى التوجه على الفور رغم أنها كانت تتمنى قضاء مزيد من الوقت مع والديها ولم تكن تتحمل فكرة الانفصال عن معتز وهو لا يزال في البلاد إلا أنه كان عليها أن تضع هذه المشاعر جانبا من أجل إتمام مهمتها
قبل مغادرتها أرسلت إيلا رسالة نصية إلى معتز سأغادر للعمل دعنا نلتقي عندما أعود في تلك اللحظة كان معتز يستريح في منزل آمن بعد أن خاض مهمة شاقة لم يحصل خلالها على نوم مناسب لمدة ثلاثة أيام تقريبا..حصريا في جروب روايات وأسرار بين السطور
عندما سمع صوت هاتفه فتح عينيه بسرعة وأمسك بالهاتف ليقرأ الرسالة النصية من إيلا إلى أين أنت ذاهبة فكتب لها ردا سريعا
أتجه إلى المنطقة الساحلية على الحدود بين يلينا وكوسكا أنا وفريقي في مهمة لحماية التحف الثقافية أنا في طريقي إلى المطار الآن إلى اللقاء!
إلى اللقاء
بعد أن أرسل الرسالة نهض معتز بسرعة وبدأ العمل على الكمبيوتر المحمول لكنه لم يكن يعمل على مهمة رسمية للمنظمة كان يعمل