الأحد 29 ديسمبر 2024

ليلة تغير فيها القدر (كاملة الى الفصل الأخير) بقلم مجهول ( كاملة حصرياً من الفصل 1936 حتى الفصل 1997 ) بقلم مجهول

انت في الصفحة 6 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز

فرنسية. توجهت نحوه وعندما سمع إحسان خطواتها استدار بسرعة. جوري لدي شعور غريب بالألفة مع هذا المكان. كانت كل افتراضاتي الغريزية صحيحة.
شعرت جوري بالفرح من أجله وقالت ربما يعني هذا أنك ستتمكن من استعادة ذكرياتك قريبا. أجاب إحسان بنظرة ملؤها الأمل آمل أن تعود إلي في أقرب وقت ممكن. ثم حدق في عينيها قائلا لا أريد أن أجعلك تنتظرين طويلا.
الفصل 1949 الخجل
رمشت جوري ثم تسللت ابتسامة ببطء إلى وجهها. كانت النظرة في عيني إحسان وهو يحدق فيها مألوفة إلى حد ما بالنسبة لها. رغم أنها لم تكن تحمل نفس المودة والحميمية التي كانت بينهما سابقا إلا أن شعورها بالارتياح جاء من حقيقة أن إحسان كان يرغب في استعادة ذكرياته من أجلها.
قاد إحسان جوري إلى الممر الجنوبي في الطابق الثالث حيث توجد غرفة إحسان. وضع طاقم المنزل أمتعة جوري داخل غرفة
المعيشة في جناح غرفة نومه. ارتبكت جوري قليلا عند رؤيتها لذلك. هل تريد السيدة إحسان أن نتشارك نفس الغرفة فكرت في نفسها. على الرغم من أنها لم تمانع في ذلك إلا أنها لم تكن متأكدة إذا كان إحسان سيرغب في هذا.
بحلول هذا الوقت لم يعد إحسان بحاجة إلى إبقاء رأسه مغطى بالضمادات. كانت الندبة التي أصيب بها أقل من بوصتين في الطول ولم تؤثر على مظهره الجذاب. كما أن رأسه المحلوق أعطاه هالة من الرجولة. حاولت جوري أن تبتلع غصتها وقالت إحسان هل... تفضل أن ننام في غرف منفصلة
كانت تعرف أنه بالنسبة له ما زالت غريبة تماما. سيكون من المحرج لها أن تكون قريبة منه جسديا عندما لا يكن لها أي مشاعر. ربما يحتاج إلى مساحته الخاصة. فكرت في نفسها أنا بخير على أي حال. هز إحسان رأسه ثم ترك لها حرية الاختيار.
بعد تفكير عميق قررت جوري أن الأفضل لهما أن يناما في غرف منفصلة. رغم أنها كانت تتمنى أن تقترب منه في أسرع وقت ممكن كانت تعلم أن ذلك قد يكون مستعجلا جدا في هذه المرحلة. لم يكن يعرفها بعد وهي تخشى أن تترك انطباعا سيئا إذا اقتربت منه بسرعة.
قالت جوري أعتقد أنه من الأفضل أن ننام في غرف منفصلة الآن. لماذا لا تأخذ السرير يمكنني أن آخذ الأريكة. لكن إحسان كان رافضا للفكرة.
قال لن ينفع هذا. يجب أن ترتاحي وتتعافي. كيف لي أن أسمح لك بالنوم على الأريكة دعينا ننتظر حتى تتعافي تماما ونرى. لم يكن أمام جوري سوى الموافقة على اختيار إحسان. حسنا أنا أحترم قرارك...حصريا في جروب روايات وأسرار بين السطور
كان إحسان دائما رجلا نبيلا. نظرت جوري إلى عينيه مليئة بالحب والإعجاب وأثار ذلك الخجل في قلبه. كان لا يستطيع مقابلة عينيها مباشرة.
ضحكت جوري عندما لاحظت خجله وكان إحسان يراقبها بصمت. كانت عيناها تتألقان كأنها نجوم ولم يفاجئه أن ذاته السابقة كانت قد وقعت في حبها. حتى الآن رغم أنه فقد كل ذكرياته إلا أنه لا يزال مفتونا بها.
اختارت جوري غرفة الضيوف بجوار غرفة نوم إحسان ليبقى الجميع في هذا القسم الهادئ من المنزل بعيدا عن أي إزعاج.
عند العشاء كان كل شيء رائعا. كانت سميرة مضيفة مضيافة وسعدت لرؤية أن إحسان رغم فقدانه لذاكرته كان يقدم لجوري نفس الرعاية والاهتمام كما كان يفعل
دائما. كانت قلقة بالطبع من أن يبتعد ابنها عن جوري بعد فقدان الذاكرة أو ربما يقع في حب امرأة أخرى. كان هذا الموقف قد يؤذي جوري بشدة لكنها كانت تأمل أن الوقت سيعيد الأمور إلى مجراها الصحيح.
عندما استعاد إحسان ذاكرته اجتاحه شعور عميق بالذنب والندم. كانت الفترة التي فقد فيها ذاكرته مثل فراغ قاټل بالنسبة له وكل لحظة كانت تزيد من قلقه. لذلك كانت أفضل أمنية له هي أن يعيد اكتشاف حبه لجوري وأن يعيد بناء علاقتهما من جديد.
في تلك الليلة كانت الأضواء خاڤتة وأضاءت المكان بأجواء هادئة. كانت جوري في غرفتها منهمكة في ترتيب أغراضها عندما دخلت سميرة وأحضرت لها مجموعة من الملابس الفاخرة. كانت فساتين أنيقة من ماركات مشهورة. وبالنظر إلى طبيعة عمل جوري لم تكن عادة ترتدي الفساتين الفخمة فهي تفضل الملابس العملية أكثر.
لكن تلك الفساتين كانت الأنسب لمحيط المكان. وبينما كانت جوري مستلقية على سريرها تلك الليلة لم تتمكن من النوم. كانت أفكارها تائهة حول إحسان الذي كان في الغرفة المجاورة. ماذا يفعل الآن هل
نام أتمنى لو أتمكن من التحدث معه من رؤيته... 
فجأة قاطع طرق على باب غرفتها أفكارها. هل هناك أحد
نزلت جوري من السرير وفتحت الباب لتجد إحسان مرتديا بيجامة وعيناه تعكسان رغبة في الحديث. هل يمكننا التحدث قالها بصوت هادئ. لم تستطع جوري أن ترفض. طوال فترة وجوده في المستشفى كان الأطباء والعائلة حاضرين بشكل دائم مما جعل من المستحيل عليها التحدث معه بمفردها. وكانت بحاجة إلى وقت معها بعيدا عن الجميع.
الفصل 1950 الانتقال مع إحسان 
فتحت جوري الباب وأتاحت لإحسان الدخول. بمجرد أن دخل توجه إلى الأريكة وسألها بلطف هل يمكنك أن تخبريني كيف التقينا
ابتسمت جوري وأخرجت جهاز الآيباد الخاص بها قائلة هذه صور ومقاطع فيديو لنا. دعنا نشاهدها معا. أومأ إحسان برأسه بحماسة وجلس بجانبها. ثم انحنى قليلا نحوها ووضع ذراعه خلفها ليسهل عليه رؤية الشاشة.
استنشقت جوري الرائحة المألوفة له ممزوجة برائحة خفيفة من المطهر وكأن إحسان لم يفقد ذاكرته وأنهما ما زالا قريبين كما كانا في الماضي. أعطاها إحساس أنفاسه على رقبتها شعورا دافئا وكأنهما يتواعدان من جديد...حصريا في جروب روايات وأسرار بين السطور
شعرت بقلبها ينبض بقوة وكان تنفسها متسارعا بعض الشيء. ثم استرخت قليلا وهي تتكئ على ذراعيه مما جعل إحسان يبتسم مستنشقا بشغف العطر الخفيف في شعرها.
بينما كانت جوري تستعرض الصور والفيديوهات توقفت عند صور حفل زفافهما وأخبرته هنا التقينا لأول مرة. نظر إحسان إلى نفسه في الصورة ورغم أنه لم يتذكر تلك اللحظة إلا أنه بدا سعيدا حقا في الصورة وكان واضحا من نظراته أنه كان يراقب جوري عبر العدسة وليس في انعكاس صورتها.
في الفيديو سمع ضحكاته المختلطة بصوتها الرقيق وكان واضحا أن الزوجين كانا معجبين ببعضهما البعض. اتضح أنهما وقعا في الحب بعد عدة أيام من لقائهما الأول.
إذن من وقع في الحب أولا سألها إحسان. نظرت إليه جوري ثم ابتسمت وقالت لقد طاردتني. ضيق إحسان عينيه مدركا أنها لن تكذب عليه بشأن ذلك. حسنا استنتجت ذلك.
ثم وجدت جوري صورة للفيلا التي اشتراها لها إحسان في المدينة حيث التقطت صورا للعديد من تفاصيل المنزل وحولتها إلى فيديو رومانسي يضم مشاهد من حياتهما معا من مشاهد دافئة في منزلهم إلى ذكريات الصيف والربيع والخريف والشتاء مما جعل الفيديو ينبض بالشغف والرومانسية.
بينما كان إحسان يستمتع بمشاهدته فجأة احتضن جوري بقوة ووضع ذقنه على كتفها وقال بصوت منخفض أنا آسف.
أجابته جوري بابتسامة خفيفة بينما بدأت دموعها تتساقط عودتك إلي كانت نعمة بالفعل. وأنا ممتنة لأنك لم تتركني خلفك. أمسك إحسان بمنديل وناوله لها لكنها التفتت إليه وقالت ساعدني.
جفف دموعها بصبر بينما كانت عينيها الداكنتين تلمعان مثل النجوم مما جعله يشعر بانبهار شديد لدرجة أنه انحنى لتقبيل جبينها.
أغمضت جوري عينيها واستمتعت بالقبلة المألوفة مبتسمة. شعرت بأن زوجها عاد إليها. قال إحسان أعرني جهاز الآيباد واذهبي إلى السرير. شكرا لك على كل شيء.
أومأت جوري برأسها وهي تعلم أن الحفاظ على مسافة بينهما سيكون الأفضل لعلاقتهما. تصبح على خير. وقبل أن يغادر قبلها على قمة رأسها.
في تلك الليلة غفت جوري وهي تشعر بالرضا. كان هذا أفضل نوم لها منذ أيام وحلمت بإحسان وهما يعودان إلى منزلهما معا ويعيشون حياة سعيدة.
أما في الجهة الأخرى كان إحسان يحمل جهاز الآيباد الخاص به لكنه لم يستطع النوم. حاول أن يسترجع كل شيء من الصور ومقاطع الفيديو آملا أن يضيف بعض اللحظات الرائعة إلى ذاكرته التي كانت خالية. كان يعلم أن جوري
هي حب حياته ولن يسمح لنفسه بفعل شيء يضر بها رغم فقدانه للذاكرة.
في اليوم التالي رافقت سميرة ابنها وجوري في جولة تسوق في المدينة. تناولا الغداء معا واشترت سميرة لجوري العديد من الملابس والحقائب والمجوهرات. كانت سميرة حماة مدللة لابنها وزوجته وكان إحسان أيضا يساعد جوري في اختيار ما يناسبها مما أربكها. لم تكن تتخيل أن أحدا قد ينفق هذا القدر من المال في يوم واحد.
بعد ثلاثة أيام اتخذت سميرة قرارا آخر. قررت أن تسمح لجوري بالانتقال إلى فيلا إحسان لتعيش هناك مع زوجها. كان هذا قرارا مثيرا لجوري كما قرر إحسان استغلال هذه الفرصة لقضاء وقت أكبر معا وتحسين علاقتهما. وبما أنه تعافى مؤخرا لم يكن عليه القلق بشأن أمور العمل حيث كان والده يدير الأمور. كل ما كان يحتاجه الآن هو استعادة صحته والبقاء هادئا حتى يتسنى له استعادة ذكرياته...حصريا في جروب روايات وأسرار بين السطور
في البداية ظنت جوري أن فيلا إحسان ستكون مشابهة لتلك التي يملكونها في المدينة. لكن عندما كانت جالسة في سيارة عائلة إحسان وهي تصعد التل تفاجأت برؤية فيلا ضخمة وفريدة من نوعها تظهر أمامها. كانت كالتحفة المعمارية وشعرت وكأنها قد تضيع داخل هذه المساحة الواسعة!
بينما كانت مندهشة من قدرة شخص ما على العيش في فيلا ضخمة كهذه شعر إحسان أن هذا هو أسلوب حياته. كان هذا هو المكان الذي يشعر فيه بالراحة.
ساعد الخدم جوري وإحسان في حمل أغراضهما بينما كان إحسان يقودها في أرجاء المكان. ورغم فقدانه للذاكرة كان يشعر بأن المكان مألوف بالنسبة له. وعندما أخبرهم بوجود دار سينما في المنزل اتجهوا جميعا إلى هذا الاتجاه وشاهدوا السينما فورا. وكان نفس الأمر ينطبق على غرفة الألعاب الرياضية.
في تلك اللحظة لم تستطع جوري إلا أن تتعجب من أسلوب حياة إحسان الفاخر لكنها لاحظت شيئا غريبا. لم تكن هناك أي آثار لوجود امرأة في هذا المكان وكأن إحسان كان يعيش هنا بمفرده قبل أن يلتقي بها. شعر قلبها بشيء من الضيق تجاهه وتساءلت إذا كان يشعر بالوحدة في هذا الفضاء الواسع.
بمجرد أن أمرت سميرة الخدم بتنظيف المكان وملء الثلاجة بالطعام الكافي قالت لجوري اقضي المزيد من الوقت مع إحسان وتحدثي معه عن ماضيك. هذا قد يساعد في تحفيز ذكرياته. سأقيم لكما
حفل زفاف عندما يستعيد كل ذكرياته.
بعد أن اعترفت بجوري كزوجة ابنها ورأت ما مرت به من صعوبات مع ابنها أصبحت على يقين بأن حب جوري لإحسان كان

انت في الصفحة 6 من 26 صفحات