ليلة تغير فيها القدر (كاملة الى الفصل الأخير) بقلم مجهول ( كاملة حصرياً من الفصل 1936 حتى الفصل 1997 ) بقلم مجهول
لها. بعد رحلة طويلة امتدت ل ساعة وصلوا أخيرا إلى مقر إقامة إحسان حيث تم نقله على الفور إلى وحدة العناية المركزة للفحص.
كانت سميرة في المستشفى تنتظر بشوق عيونها متورمة من البكاء. وعندما رأت جوري سارعت إلى احتضانها وتفجرت المشاعر بينهما باكية معا.
لقد مررت بظروف قاسېة هذه المرة جوري. قالت سميرة عيونها مليئة بالحب والاحترام تجاه تضحيات جوري التي واجهت ظروفا قاسېة لتكون إلى جانب ابنها.
ربتت سميرة على كتفها ثم أخذت المناديل من مساعدتها وسلمتها لجوري بحنان أنت مرهقة جدا اذهبي للراحة.
أنا بخير السيدة إحسان. أريد فقط البقاء مع إحسان. أجابت جوري بصوت منخفض.
يا حبيبتي ماذا لو استفاق إحسان ووجدك منهكة كيف سنواجه ذلك قالت سميرة بقلق إذ كانت ترى بوضوح أن جوري قد فقدت وزنها بشكل ملحوظ بسبب التعب المستمر.
فوجئت سميرة وسارعت إلى التحذير لا مزيد من السهر جوري. لا يزال لدي أمل كبير في أن تصبحي زوجة ابني. اذهبي لتستريحي! نحن جميعا هنا.
ذهبت جوري أخيرا للراحة بينما اقتربت سميرة من الجناح ولاحظت زوجها واقفا هناك منهكا. سارعت لاحتضانه وأمسك إدوارد بيدها قائلا بصوت مخټنق إنه ابننا الوحيد. لا يمكن أن يحدث له أي شيء.
وفي تلك اللحظة قررت جوري الاتصال بوالديها لإطلاعهما على وضعها. حاولت أن تخفي عنهم الحقيقة قليلا إذ أخبرتهما أنها في رحلة فقط وأرسلت لهما الصور التي التقطها لها إحسان أثناء رحلتهم معا.
استمتعي بوقتك! من الجيد استكشاف العالم وأنت صغيرة! كانت هايدي سعيدة من أجلها على الطرف الآخر من الخط.
حسنا اذهبي للراحة! استمتعي واعتني بنفسك جيدا قالت هايدي دون أن تشك في شيء.
بعد إغلاق الهاتف نظرت جوري إلى الصور التي أرسلتها لوالدتها. كانت إحداها صورة سيلفي التقطها إحسان. كان مبتسما بفرح وعيناه تعكسان نور الحياة. لم تستطع جوري كبح دموعها فسقطت منها فجأة.
على الطاولة المجاورة كانت حبة منومة قد أعطاها لها حسام. كانت تأمل أن يساعدها ذلك على النوم لكنها لم تكن تريد النوم. لم تكن قادرة على النوم لأن النوم يعني أنها ستفصل عن
اللحظة الحاضرة عن إحسان عن أملها في أن يفتح عينيه قريبا.
الفصل 1944 كم ستكون مدمرة
تناولت جوري الدواء واستلقت على السرير في حالة من النعاس الشديد حتى غلبها النوم أخيرا. مرت الأيام بسرعة وكانت أيام انتظار غيبوبة إحسان ثقيلة جدا. كان جسده يزداد ضعفا يوما بعد يوم حتى أصبح من الواضح تماما أنه يحتاج إلى تدخل الأطباء لاستكشاف طرق جديدة لتحفيز استيقاظه.
كانت سميرة قد أفرغت كل دموعها ومع مرور الوقت تعلمت جوري أن تكون أكثر قوة. لم ترد أن تزداد الحزن على سميرة فكانت تهتم بها وتدعمها حتى بعد أن اڼهارت سميرة في الممر بسبب انخفاض السكر في ډمها من جراء عدم تناول الطعام.
حلت ليلة جديدة ومرت أكثر من عشرين ساعة على جوري دون أن تنال راحة. أحضر لها حسام حبة منومة أخرى حاثا إياها على أن ترتاح. كانت تعلم أنه إذا لم تأخذ قسطا من الراحة فقد ټنهار مثل سميرة وتضطر الممرضات للعناية بها. تنهدت جوري وضعت الحبة في فمها وشربت رشفة من الماء.
في تلك الأثناء كانت سميرة جالسة بجانب سرير إحسان تمسك بيده وتراقب حالته. كانت الذكريات تتوالى في ذهنها عن ابنها وكلما فكرت كان الألم يزداد. في البداية أعطاهم الأطباء أملا في أنه سيستيقظ قريبا ولكن مع مرور الوقت بدأ القلق يتسلل إلى قلوبهم. أصبح اليأس يقترب شيئا فشيئا.
متى سيستيقظ هل سيستيقظ يوما تساءلت سميرة في نفسها بينما كانت تمسك بيد إحسان.
اقتربت منها ممرضة وقالت بلطف من فضلك سيدتي ارتاحي قليلا. لكن سميرة هزت رأسها وقالت بصوت مخټنق لا بأس. سأبقى هنا مع ابني.
وكانت الممرضة مضطرة للمغادرة لكن سميرة لم تلاحظ أنها كانت
على وشك سحب يدها من يد ابنها حين شعرت فجأة بشيء غريب. لقد كانت يده تمسك بها برفق. في البداية اعتقدت أنها مجرد تخيلات.
التفتت بسرعة وعينيها مليئة بالدهشة لتنظر إلى يد ابنها. هل كان هذا حقيقة هل كان إحسان حقا يمسك بيدها
إحسان نادت سميرة بصوت مرتجف. إحسان هل تسمعني أنا أمك! أرجوك استيقظ!
توسلت بشدة وعينها مليئة بالأمل على حافة السرير. كانت تعلم أن ما حدث قد يكون مجرد حلم لكن شعورها باليد الممسكة بها جعلها تواصل حديثها. اجتاحها اليأس.
وفي تلك اللحظة شعرت بيد أخرى تربت على كتفها برفق. ظنت في البداية أن الممرضة قد عادت لكن عندما رفعت رأسها وجدت نفسها تلتقي بنظرة عينيه المفتوحتين. كان إحسان مستيقظا!..حصريا في جروب روايات وأسرار بين السطور
إحسان... أنت مستيقظ! قالت سميرة بصوت مخټنق وضغطت على زر الاتصال بمكتب الطبيب بينما تدفقت دموع الفرح من عينيها. كانت عيونها لا تصدق ما ترى لكن شيئا ما في تلك اللحظة جعلها تشعر أنه لا يزال هناك شيء غريب.
إحسان ما الأمر هل لم تعد تتعرف على والدتك همست بقلق بينما تلمس وجهه.
أمي نطق إحسان بصوت أجش وعيناه تبحثان في وجهها بعينيه اللتين لا تبدوان مألوفتين.
لم تستطع سميرة أن تمنع دموعها بعد الآن. غطت فمها بحزن وذهول ثم نظرت إليه تساؤلا في قلبها. هل كان الأطباء على صواب حول إصابة إحسان بفقدان الذاكرة
انحنت سميرة عليه عانقته بشدة وأغمضت عينيها في لحظة من الاڼهيار العاطفي. كان صوتها يرتجف من الفرح وقالت لقد استيقظت أخيرا. الحمد لله! كنت أنتظرك حتى تستيقظ.
في تلك اللحظة اندفع ثلاثة أطباء إلى الجناح وتنفسوا الصعداء عندما رأوا أن إحسان قد استيقظ. ولحسن الحظ لم يضطروا إلى المضي قدما في الخطة الثانية وهي الجراحة في الجمجمة. ففي النهاية استيقظ إحسان من تلقاء نفسه.
من فضلك أعطينا بعض الوقت لفحص حالة السيد إحسان سيدتي إحسان طلب أحد الأطباء. أومأت سميرة برأسها وخرجت على الفور وأبلغت زوجها على الفور. جوري! أخبريها بسرعة.
من المحتمل أن الآنسة يعقوب تناولت بعض الأدوية ونامت سيدتي.
قالت سميرة لا تخبرها الآن دعها ترتاح ثم نظرت إلى ابنها من خلال النافذة. كان متعاونا مع الفحص لكن...
لقد فقد الذاكرة! هل يعني هذا أنه نسي جوري أيضا شعرت سميرة فجأة بقلق شديد. كم ستكون جوري محطمة!
الفصل 1945 تشعر بأهمية
وصل إدوارد إلى الغرفة وهو يرتجف وقد اختفى ذهنه لبضع ثوان من هول الخبر. ورغم أن الطبيب قد أكد مسبقا أن فقدان الذاكرة كان من الأعراض المحتملة إلا أن إدوارد كان يجد صعوبة كبيرة في قبول هذه الحقيقة.
وقف الزوجان أمام النافذة الزجاجية يراقبان ابنهما وهو يخضع للفحص الطبي. على الرغم من فقدانه للذاكرة إلا أن سلوكه ظل كما هو وهو ما منحهم بعض الراحة النفسية.
في تلك اللحظة خرج الطبيب المعالج واقترب من الزوجين وقال بجدية السيد إدوارد لقد شفيت معظم إصابات السيد إحسان الجسدية. حاليا أعصاب ذاكرته تالفة ونحن بحاجة إلى مزيد من الوقت لتحديد ما إذا كان فقدان الذاكرة مؤقتا أم دائما. لحسن الحظ السيد إحسان يتمتع بصحة جيدة.
سألت سميرة بصوت مخټنق هل لا يتذكر أي شيء حقا
أجاب الطبيب بهدوء حاليا تشخيصنا هو أنه يعاني من فقدان كامل للذاكرة. لا يتذكر أي شخص أو أي شيء ولكن ذكاءه وقدراته اللغوية سليمة. يمكنه التحدث بست لغات والمحادثة بطلاقة.
فهمت سميرة الأمر وقالت بعبارة أخرى بصرف النظر عن عدم تذكر الأشخاص والأشياء من حوله فهو لا يزال طبيعيا أليس كذلك
نعم هذا صحيح. لذلك فإن العلاج القادم سيتطلب تعاونكم الكامل. نحتاج إلى مساعدته في استعادة ذاكرته عن طريق تفاعله مع الأشخاص المهمين في حياته. نأمل أن يساعد ذلك في تسريع تعافيه.
قالت سميرة كل الأشخاص المهمين لديه إلى جانب الأصدقاء موجودون هنا. حسنا! قد تراه قريبا. أومأ الطبيب برأسه وغادر.
عندما خرجت الممرضة لدعوتهم للدخول كانت مشاعر سميرة وإدوارد معقدة ومبتهجة في الوقت نفسه. على الرغم من أن فقدان الذاكرة كان محزنا إلا أن عودة ابنهما سالما إلى جانبهما كانت نعمة من السماء. كان عليهما تقبل الواقع ومساعدته في استعادة ذكرياته.
عندما دخلا الغرفة كان إحسان غارقا في التفكير على السرير. خفت نظراته قليلا عندما رآى والديه يقتربان. أنا آسف لقد نسيت الكثير من الأشياء لكنني متأكد من أنكما مهمان جدا بالنسبة لي.
ابتسمت سميرة بحزن وقالت نحن والداك. اقتربت منه وأمسكت بيده وعيناها ټغرق بالدموع وهي تحدق في عينيه الكهرمانيتين اللتين كانت تعشقها منذ كان طفلا.
أمي! صاح إحسان.
لا تقلق يا إحسان. سأساعدك على تذكرنا! عزاه إدوارد وهو يحاول كبح دموعه.
ماذا حدث بالضبط لماذا فقدت ذاكرتي سأل إحسان بعبوس.
جلس إدوارد بصبر وشرح له الموقف. دخل حسام الغرفة أيضا وكان حزينا على فقدان إحسان لذاكرته. أحضر له الكمبيوتر المحمول الخاص بإحسان الذي يحتوي على مقاطع الفيديو والنصوص التي سجلها لعله يساعده في تذكر شخصيته السابقة...حصريا في جروب روايات وأسرار بين السطور
بعد أربع ساعات من استعراض الذكريات امتلأ ذهن إحسان بالكثير من المعلومات ما ساعده على قبول هويته بسرعة.
شعر إدوارد وسميرة بالتعب وبدافع من العمر تم إقناعهما بالراحة. بقي حسام مع إحسان في الغرفة ليبقى إلى جانبه.
حتى حسام كان منهكا عقليا وجسديا. نام بجانب سرير
إحسان. ومع استيقاظ إحسان خف التوتر الذي كان يسيطر على الجميع وتمكنوا أخيرا من الراحة.
أما إحسان فقد جلس بجانب السرير. لم يعد لديه