رواية ليلة تغير فيها القدر ( كاملة الى الفصل الأخير ) بقلم مجهول ( كاملة حصرياً من الفصل 936 وحتى الفصل 965 ) بقلم مجهول
بسام ملتف حول
كتفي سارة للتو. حتى لو لم يكونا زوجين بعد فإنهما بالتأكيد يتواعدان. ردت بابتسامة أنتما زوجان رائعان. هذا الرجل وسيم
جدا وأنت جميلة جدا.
شعرت سارة بالمرارة في داخلها ولم تكن ترغب في الجدال مع صاحبة المنزل بعد الآن. قالت لبسام لنعود إلى غرفتك.
أخذها بسام بيدها وتوجها نحو السلالم بجانبهم.
حاولت سارة بعناد أن تتحرر من قبضته. لا تمسكني بيدك. أستطيع المشي بمفردي
صعدا جميعا إلى الطابق الثالث حتى الغرفة الأخيرة. كانت الغرفة متهالكة جدا لا يوجد بها أي أثر من الحداثة حتى ديكورها كان على طراز التسعينيات. في هذه اللحظة لم تكن سارة تستطيع أن تكون متطلبة أبدا. كان يكفي أن يكون لديهما مكان كمأوى من المطر.
بجانب السرير الكبير كان هناك كرسي صغير فقط. وقفت سارة أمام النافذة تحدق في قطرات المطر وكأنها معزولة عن بقية العالم.
الأول.
هل أنت خائڤة مني سأل بسام بهدوء وعيناه متجهة نحو تعبير وجهها.
لم تكن سارة خائڤة منه لكنها أرادت الابتعاد عنه في كل الأوقات. كأنها فقط من خلال ذلك ستكون قادرة على مواجهة آمال بضمير مرتاح. لست خائڤة منك. فقط أنا لا أريد أن أقترب كثيرا منك. رفعت ذقنها
فجأة انحنى بسام نحوها.
بدأت عينا سارة تتحركان قليلا. ما الذي يفعله هذا الرجل هل يعقل أنه يريد استغلال الوضع الآن مماذا تفعل أعادت وجهها بسرعة بينما أصبح تنفسها غير منتظم.
كان بسام يريد فقط اختبار رد فعلها في البداية. رأى كيف أعادت وجهها ببغض فعاد إلى وضعيته وأشار إلى السرير قائلا أنت ستنامين على السرير. سأنام أنا في السيارة.
هل أنت متأكدة من ذلك سأل الرجل بصوت خشن.
يمكنك الوثوق بي وعد بسام بصوت عميق.
سارة كانت تثق في شخصية بسام ولذلك أخبرته بالبقاء. بالإضافة إلى ذلك كانت الوضع الآن صعبا جدا بالنسبة له. على الرغم من شعورها بالذنب تجاه آمال لم تتمكن من طرد الرجل من الغرفة وتركه يتجمد في السيارة طوال الليل. لاحظت جهاز التحكم عن بعد لمكيف الهواء ولم تستطع إلا أن تضغط على الأزرار عدة مرات
من الإزعاج وهي تقف تحت مكيف الهواء.
إنه معطل قال بسام لها بثقة مع ذراعيه مطويتين.
كيف سنقضي الليل عندما يكون الجو باردا جدا ولا يوجد حتى غطاء عانت سارة. في هذه اللحظة كانت يديها وقدميها باردتين كالثلج فكان عليها أن تفرك يديها معا لتدفئ نفسها قليلا. أين مكيف الهواء
الآن كيف سأعيش هنا الليلة
لاحظ بسام أن وجهها شاحب من شدة البرد. ملابسها كانت تبدو جيدة فقط من الخارج لكنها لم تستطع أن تبقيها دافئة. من ناحية أخرى كان لديه معطف عسكري ثقيل في السيارة. وقف فتح الباب وخرج.
راقبت سارة إغلاق الباب. لم تعرف أين كان الرجل ذاهبا لذلك لم تستطع سوى الجلوس على السرير وهي تفكر بحزن فيما ستفعله بعد ذلك. تساءلت متى سيتم إزالة الاڼهيار الطيني على الرغم من أنها أملت أن يتم إزالته في أقرب وقت ممكن لأنها لم تكن ترغب في البقاء معه لفترة طويلة. في هذه اللحظة كانت تشعر بالخۏف منه إلى حد ما. كانت تخشى أن إرادتها ليست قوية بما يكفي أنها لا تستطيع مقاومة سحره
أنها ستجد نفسها تشعر بالانجذاب إليه دون إرادتها وأنها ستفعل شيئا يجعلها تشعر بالذنب تجاه آمال.
فجأة سمعت صوت الباب يتم دفعه من الخارج.
دخل بسام بمعطف عسكري ثقيل معلق على معصمه. دون أن يقول كلمة وضع المعطف حول كتفيها وهي تجلس على السرير.
الفصل 945 مطعم ريفي في الجبال
صدمت سارة وظلت تحدق في بسام. هل خرج ليحضر السترة الكبيرة لي شكرا لك قالت. كانت بحاجة إلى السترة الكبيرة على الرغم من أن رائحته كانت تفوح منها ربما هذه السترة الكبيرة تعود له فكرت.
كانت السماء تميل إلى الظلام لكن المطر لا يزال ينهمر بلا توقف فجأة بطن سارة أصدرت صوتا في الغرفة الهادئة مما جعلها تضع يدها على بطنها بخجل. كانت جائعة لكنها لم تستطع سوى تناول الطعام السائل بعد أن كانت تعاني من حمى عالية. وبسبب ذلك لم تأكل الكثير منذ الصباح.
دعني أخذك إلى مكان لتناول الطعام قال بسام.
سارة حدقت بعينيها. هل هناك مكان لتناول الطعام هنا
كان بسام قد تناول الطعام في مطعم ريفي خلال الأيام القليلة الماضية وكان الطعام هناك لذيذا أوما برأسه. تعالي معي.
سارة خلعت سترة بسام العسكرية لأنها ستكون غير مريحة لها أثناء الخروج. نظرت إلى المطر خارج النافذة شعرت بالانزعاج بشكل لا يفسر. ليتها لم تكن تمطر.
نزلا الاثنان إلى الطابق الأرضي. فتح بسام المظلة ومد يده نحوها لكنها لم تدعه يأخذها بيده. بدلا من ذلك دخلت تحت المظلة.
لا تفعل هذا... توسلت سارة على الفور.
الټفت بسام لينظر إليها قائلا إذا تبللت لن تكون لديك ملابس لتغييرها.
شعرت سارة بالعجز في الحال. بالفعل إذا تبللت في المطر ستمر بوقت عصيب الليلة. ولذلك لم يكن لديها خيار سوى تحمل والمتابعة نحو الشارع المقابل لهم.
كان المطعم الوحيد في المدينة لا يزال مفتوحا للعمل في الليل. كان يقع في أعماق الجبال حيث كانت الموارد محدودة والناس كانوا يعملون بجد وكانوا بريئين وغير متطورين. في اللحظة التي دخلت فيها سارة إلى المطعم. في هذه اللحظة كان هناك عدة طاولات من الزبائن يتناولون الطعام في المطعم. عندما رآها بعض الرجال تساقطت فكوكهم
من الدهشة كما لو رأوا جنية قادمة إلى الأرض.
تحت الضوء الساطع قامت سارة بتمشيط شعرها الكثيف الذي يصل إلى الخصر بأصابعها كاشفة وجها جميلا بملامحه الرقيقة والجذابة. بدت واثقة وجميلة بشكل مشع في معطفها الفاخر المزين بأزرار لؤلؤية مما
ساعدها على الظهور بمظهر ساحر كنجمة سينمائية. لكنهم لم يلاحظوا الشخص الطويل الذي كان يغلق المظلة خلفها. كانت أعينهم متجهة نحوها.
في تلك اللحظة لاحظ بسام تلك الأعين التي تحدق بسارة. في لمحة نظر بعينيه بتحذير إلى كل من الرجال الذين كانوا يحدقون بها بدون حياء.
بعد ذلك شعر هؤلاء الرجال فورا بوجود قوة مهيمنة بشكل ساحق الرجل الواقف خلف السيدة الجميلة كانت تنبعث منه أجواء خطېر يضرب الړعب في قلوبهم جميعا. ونتيجة لذلك خفضوا رؤوسهم على الفور
وواصلوا تناول الطعام.
قاد بسام سارة إلى طاولة فارغة حيث جلست بينما قام بطلب الطعام. لم تأت من قبل إلى مطعم ريفي مثل
هذا لذلك شعرت بالاضطراب بشكل خاص.
من ناحية أخرى لم يستطع بعض الرجال إلا أن يحدقوا بها سرا.
بطريقة غير مقصودة التقت سارة بنظرة من رجل ذو لحية. عندما لاحظت الرجل يحدق بها بانتباه تجنبت عجلا نظرتها لم تعتاد على أن يحدق بها الناس بهذه الطريقة.
في ذلك الوقت عاد بسام إلى مقعده بكوبين نظيفين في يديه. أمسك بإبريق الشاي وصب لها كوبا من الشاي.
عندما أخذت كوب الشاي منه أخذت تشم رائحته وفوجئت بمدى عبق رائحة الشاي. يبدو أن هناك وفرة من المنتجات في الجبال حتى الشاي العادي يبدو بهذه الروائح الساحرة. كانت تتجمد من البرد لذا جعلها شرب
الشاي الساخن تشعر بالدفء حقا. لم تستطع إلا أن تمسك بفنجان الشاي بكلتا يديها وتنهي الشاي بشربه ببطء بينما كان لا يزال ساخنا.
نظر الرجل المقابل لها إليها بانتباه وعيونه العميقة تحت الرموش الكثيفة تعكس مدى جمالها أثناء شرب الشاي.
الفصل 946 لا تخافي أنا هنا
أعطت سارة فنجان الشاي للرجل المقابل لها. هل يمكنك صب كوب آخر من الشاي لي
رفع بسام الإبريق القديم وصب لها كوبا آخر من الشاي.
أمسكت سارة الفنجان بيديها لتدفئة يديها قبل تذوق الشاي برشفات صغيرة.
انحنت شفتا بسام بابتسامة طفيفة وهو ينظر إليها باهتمام كبير.
كانت سارة تشرب شايها عندما رفعت رأسها ورأت عيون الرجل المقابل لها تبتسم. شعرت بالحرج لبضع ثوان ثم وضعت سريعا فنجانها وبدأت في استطلاع المكان.
يمكن وصف المطعم بأنه بسيط وخشن لكنه كان يمتلك شعورا قديما. عندما قدمت الأطباق أخيرا وجدت سارة أنها لم تأكل طعاما طازجا ولذيذا منذ فترة طويلة. التقطت قطعة من خبز الثوم وبدأت في التهامها بدون أناقتها المعتادة.
جالسا مقابلها لم يستطع بسام إيقاف ضحكه عند رؤية طريقتها في الأكل. لم يكن جائعا كثيرا لكن رؤية سارة تأكل بسعادة جعلته في مزاج جيد.
انتهت سارة من تناول وجبتين دفعة واحدة. عندما انتهت بصوت متقطع في النهاية غطت فمها من شدة الحرج تتمنى أن تنفتح الأرض وتبتلعها. كل ما أكلته كانت وجبة دجاج مقلي وسلطة خضراء ووعاء من
حساء الفطر الذي كان يتناسب جيدا مع خبز الثوم لكنها كانت جميعا لذيذة جدا. إنها لذيذة جدا هنأت.
بشكل عجيب توقفت الأمطار خارج المطعم في هذه اللحظة. ومع ذلك كان الظلام قد حل حولهم نظرا لعدم وجود أعمدة إنارة هنا كان الكثيرون يتجولون بمساعدة الفوانيس.
كانت لا يزال المساء عندما وصلوا. في هذه اللحظة كان الليل مظلما تماما.
فور خروج سارة إلى الشارع الصغير خارج المطعم قام بسام بتشغيل الفلاش على هاتفه لإضاءة طريقهم للعودة وأخذ يدها بشكل طبيعي في يده. حاولت سحب يدها من قبضته لكنها لم تستطع الرجل كان
يمسك يدها بقبضة قوية.
بسام اتركني حسنا يمكنني المشي بمفردي توسلت سارة.
الطرق هنا ليست ناعمة. من
الأفضل أن آخذك بيدي.
حقا ليس ضروريا. بصري ممتاز ردت سارة.
فجأة سمعت صوت كلب ينبح بشراسة من زقاق قريب. خاڤت اندفعت للجهة الأخرى من الرجل وأمسكت بمعطفه الطويل بإحكام. هناك كلب!
للأسف لم تكن الكلاب هنا مقيدة أو محتجزة في منازلها يمكنها الخروج والنباح على الناس في أي وقت. عندما سمعت سارة صوت الكلب يتجه نحوها خاڤت حتى أن ساقيها تحولت إلى هلام. إنها تتجه نحونا!
فجأة مد بسام ذراعه وأخذها بين ذراعيه.
وسط القلق لم تدرك سارة على الإطلاق أنها تختبئ
تظاهر بسام بټهديد الكلب بمظلته.
خاف الكلب وهرول بسرعة إلى الزقاق المظلم مرة